الفصام مرض خطير

الفصام
هو مرض عقلي أو" الذهان" بضم الذال ، اظطراب خطير في الشخصية بأسرها يبدو في صورة اختلال شديد في القوى العقلية وإدراك الواقع وعجز بالغ عن ضبط النفس مما يحول دون الفرد وتدبير شئونه ويمنعه من التوافق في أي صورة من صوره : التوافق العائلي والاجتماعي والمهني ، والديني.
والامراض العقلية إما عضوية وهي ما كان لها أساس عضوي معروف كتلف النسيج العصبي من الزهري والمخدرات أو تصلب شرايين المخ.
أما الامراض العقلية الوظيفية فهي التي تكون العوامل النفسية غالبة في أحداثها .
وسنكتفي بالكلام عن هذا الصنف الاخير النفسي المنشأ.

من الاعراض الرئيسية لهذا المرض الخمول والبلادة ونقص شديد في الحيوية، فترى المريض لا يتكلم ولا يجيب ولا يهتم بشيء مما يدور حوله، ولا يبذل أي جهد ليعمل شيئا، بل يختار ركنا يجلس فيه الساعات الطوال ذاهلا واجما وقد خلا وجهه من كل تعبير.
ومن أعراضه البارزة قطع المريض كل صلو له بالعالم الواقع فاذا به يوجه كل طاقته الذهنية لخلق عالم من الاوهام والخيالات يعيش فيه فيعفيه من مواجهة مشاكله ومن الاهتمام باي شئ، فاذا به يشعر أن ما حوليه من العالم الخارجي وهم لا حقيقة، وإذا به يستجيب لما يراه في عالمه الوهمي من هلاوس سمعية وبصرية وغيرها كما لو كانت أشياء واقعية حقيقية فتراه يصيح دون سبب ظاهر أو يهاجم الغير ويعتدي عليه. وقد تكون هذه النوبات استجابة لهلاوس بصرية يراها أو لهلاوس تسبه وتشتمه أو توحى اليه القيام بأعمال معينة. وقد تكون من الوضوح بحيث يجيبها المريض ويناقشها أو ينفذ أوامرها بنصها وفصها. انه حالم في عالم مستيقظ.
ومن أعراضه ايضا اظطراب ظاهر في الحياة الانفعالية . فترى المريض يثور لاتفه الأسباب ، ولا يتاثر باشياء تثير الشخص السوي انفعالات ظاهرة، فهو يتقبل موت أبيه كما يتقبل طعامه. والتناقض الوجداني يبدو لديه على نحو شاذ ، اذ توجد العاطفتان المتناقضتان معا في شعوره، أو تتعاقبان بسرعة فاذا به يؤذي من كان يتودد اليه منذ لحظة ويأخذ في البكاء بعد نوبة من الضحك ، ولا غرو أن يؤدي به هذا إلى سلوك اندفاعي غير مفهوم.

في هذا المرض تنفصم الصلة بين شعور المريض وتفكيره وسلوكه الظاهر على نحو يدل على تصدع ظاهر في شخصيته، فترى المريض يضحك لما يؤلم ويبكي لما يسر، ويقوم بكنس الارض ورشها مع انه يعتقد انه نابليون بونابرت . هذا إلى انحرافات جنسية شتى منها الاستمناء العلني، وكشف العورة علانية واللواط ، واظطرابات أخرى منها العجز عن ضبط المثانة والامعاء ، وتبذل في الكلام والحركات والعادات.
هؤلاء المرضى يتسم تاريخهم الماضي بالحساسية المفرطة وسرعة الاهتياج والخجل والحياء الشديد والانطواء والسلبية وعدم الاشتراك في نواحي النشاط الاجتماعي ، والاتكال الزائد على الغير.

وللفصام أشكال مختلفة ليس هذا مقام الافاضة فيها، وحسبنا أن نشير إلى أن الكثرة من حالاته تستعصي على الشفاء ، وكلما تقدم بالمريض زادت شخصيته تصدعا وانحلالا. ويقال أن الفصاميين يؤلفون ربع ضحايا الامراض العقلية وأن 60% منهم من المراهقين والشباب.